((لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان)) (?).
فيا لخجلة الغدارين الذين حسبوا أن غدراتهم طوتها الأيام، فإذا هي تنشر يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، وألويتها مرفوعة بأيديهم.
وإن خجلتهم لتزداد سوءا وخزيا يوم القيامة، حين يجدون رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو المؤمل المرجى للشفاعة في هذا الموقف الرهيب، يعلن أن رب العزة يقف خصما لهم؛ لأنهم اقترفوا جريمة الغدر الفادحة، وإنها لجريمة كبرى، تحجب عن صاحبها رحمة الله، وتحرمه شفاعة رسوله الكريم:
((قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنة، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)) (?).
إن المسلم الحق الذي أرهف الإسلام مشاعره، وفتح نوافذ البصيرة في نفسه، ليأنف من الخديعة والغش والغدر والكذب مهما جرت عليه هذه الصفات من منافع، ومهما حققت له من مكاسب؛ ذلك أن هدي الإسلام يعد أصحاب هذه الصفات من المنافقين وإن المنافقين لفي الدرك الأسفل من النار، ولا ناصر لهم يوم القيامة:
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (?).
ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)) (?).