إن أول ما يتطلبه الإسلام من المسلم أن يكون مؤمنا بالله حق الإيمان، وثيق الصلة به، دائم الذكر له والتوكل عليه، يستمد منه العون مع أخذه بالأسباب، ويحس في أعماقه أنه بحاجة دوما إلى قوة الله وعونه وتأييده، مهما بذل من جهد، ومهما اتخذ من أسباب.
والمسلم الحق الصادق يقظ القلب، مفتح البصيرة، متنبه إلى بديع صنع الله في الكون، موقن أن يده الخفيه العليا هي التي تسير أمر الكون وشؤون الناس، ومن هنا هو ذاكر دوما لله، يرى آثار قدرته غير المحدودة في كل ومضة من ومضات الحياة، وفي كل مشهد من مشاهد الكون، فيزداد إيمانا به، وذكرا له، وتوكلا عليه:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ... } (?).
فلا بد أن يكون المسلم الصادق مطيعا لله في أمره كله، مخبتا،