إن من أبرز صفات المسلم الصادق حبه لإخوانه وأصدقائه حبا ساميا، مجردا عن كل منفعة، بريئا من أي غرض، نقيا من كل شائبة، إنه الحب الأخوي الصادق، الذي استمد صفاءه وشفافيته من مشكاة الوحي وهدي النبوة، فكان نسيج وحده في العلاقات البشرية، وكانت آثاره في سلوك الإنسان المسلم فريدة في تاريخ المعاملات.
ذلك أن الرابطة التي تربط المسلم بأخيه مهما كان جنسه ولونه ولغته، هي رابطة الإيمان بالله: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (?)، وأخوة الإيمان أوثق روابط النفوس، وأمتن عرى القلوب، وأسمى صلات العقول والأرواح.
فلا عجب أن تثمر تلك الأخوة الفريدة نمطا من الحب عجيبا في سموه
ونقائه وعمقه وديمومته، يسميه الإسلام الحب في الله، ويجد المسلم الصادق فيه حلاوة الإيمان.
((ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذة الله منه كما يكره أن يقذف في النار)) (?).