مقام المتحابين في الله:
ولقد جاءت الأحاديث الشريفة تترى، ترفع من مقام المتحابين في الله، وتصور منزلتهم العالية التي أعدها الله لهم في جنته، والشرف الرفيع الذي يسبغه الله عليهم يوم يقوم الناس لرب العالمين.
من هذه الأحاديث حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، وهم:
((إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتقرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات حسن وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)) (?).
فهذا نص صريح يسلك المتحابين في الله في زمرة السبعة المصطفين الأخيار، الذين أظلهم الله في ظله، وشملهم برحمته وبره، وفي ذلك تكريم لهم أي تكريم!
وحسب المتحابين في الله شرفا أن رب العزة يحفل بهم في ساحة الحشر يوم القيامة، فيقول:
((أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي)) (?).
فما أرفعه من شرف! وما أوفاه من جزاء! يلقاه المتحابون الصادقون في الله، يوم الشدة والهول والكرب الشديد.
ذلك أن الحب في الله، لا لشيء آخر في هذه الحياة الحافلة بالمطامع