لجاره، فيفتح له باب الرعاية والود والإكرام على مصراعيه، محاذرا أن يقصر في واجبه نحوه، فيصدق عليه ما بينه الرسول الكريم في شأن الجار الكنود الكز قبيل المعروف في قوله:

((كم من جار متعلق بجاره يوم القيامة، يقول: يا رب، هذا أغلق بابه دوني، فمنع معروفه)) (?).

فيا لسوء الموقف! ويا لخجلة الجار الضنين بمعروفه على جاره يوم الأشهاد!

إن المسلمين في نظر الإسلام بناء سامق متراص، لبناته أبناء هذه الأمة، وكل لبنة ينبغي أن تكون متينة متماسكة، شديدة الارتباط باللبنات الأخرى، ليتوافر للبناء تماسكه وقوته وصموده، وإلا فإنه يتعرض للوهن والتداعي والانهيار.

ومن هنا أحاط الإسلام لبناته برباط وثيق من الزاد الروحي، يحفظ تماسكها وتساندها ومقاومتها، ليبقى بناء المسلمين قويا، لا تزعزعه عوارض الأحداث، ولا يهز من كيانه عاتي الأعاصير.

وما أروع التمثيل النبوي لتماسك المسلمين وتكافلهم وتساندهم في قول الرسول الكريم:

((المؤمن للمؤمن كالبنيان، يشد بعضه بعضا)) (?).

وقوله:

((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)) (?).

إن دينا يحرص على تماسك أفراد الأمة هذا التماسك العجيب لبدهي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015