وفى رواية لمسلم: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)).
فأكبر بها من جريمة، يرتكبها جار السوء في حق جاره، إذ يسيء إليه، حتى إنها لتخرجه من نعمة الإيمان، وتحرمه من دخول الجنان!!!
وإن المسلم الحق الواعي الحصيف ليصغي إلى مثل هذه النصوص بقلبه المفتوح وذهنه اليقظ، فلا يدور له في خلد أن يكون يوما مع أحد من جيرانه على خصام ومشاحنة وكيد؛ لأن ذلك يطيح بإيمانه، ويودي بآخرته، وهل بعد خسارة الإيمان والدار الآخرة من خسارة، ينهلع لها قلب المسلم التقي، ويهتز كيانه، ويطير صوابه؟.
ولا غرو أن تأتي النصوص بعد ذلك تعلن أن جار السوء إنسان حبط عمله، فما تنفعه مع أذى جاره طاعة، ولا يرفع له عمل صالح؛ ذلك أن العمل الصالح في الإسلام يرتكز دوما على قاعدة الإيمان، وجار السوء لا إيمان له بنص الحديث السالف الذكر؛ فبدهي جدا أن لا يقبل الله منه عملا صالحا مهما بلغ، بل يمحقه محقا، ولو أفنى فيه بياض أيامه وسواد لياليه. قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، إن فلانة تقوم الليل، وتصوم النهار، وتفعل، وتصدق، وتؤذي جيرانها بلسانها. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا خير فيها، هي من أهل النار)). قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة، وتصدق بأثوار (?)، ولا تؤذي أحدا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((هي من أهل الجنة)) (?).
وجار السوء من العواقر التي حددها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله: