المسلم الحصيف الواعي أحكام دينه أحسن الناس معاملة لجيرانه، وأكثرهم برا بهم، وحدبا عليهم.
ذلك أنه يعي هدي الإسلام الثر وتوصياته الغنية بالجار، والمكانة الرفيعة التي أحله إياها في سلم العلاقات البشرية، وإنها لمكانة ما عرفتها قبل هذا الدين شريعة، ولا داناها بعدة نظام.
فقد أمر الله تعالى في محكم كتابه بالإحسان إلى الجار، فقال:
{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ... } (?).
والجار ذو القربى هو الذي تجمعك به مع الجوار آصرة النسب أو الدين، والجار الجنب هو الذي لا تجمعك به صلة من نسب أو دين، والصاحب بالجنب هو الرفيق في أمر حسن.