أولئك العتاة الجفاة المسيئين من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم، جزاء ما اقترفوه في حق هذا المحسن الكريم الودود من تقصير وإساءة وجفاء؟
من هنا كان المسلم الحق واصلا رحمه على كل حال، متطلعا دوما إلى مرضاة ربه في هذه الصلة، مترفعا أبدا عن الجهالات والحماقات والإساءات، تبدر بين الحين والحين من ذوي قرابته، معرضا عن الصغائر والتفاهات التي تشغل الصغار من الناس، وتوغر منهم الصدور. فالمسلم التقي الواعي أكبر من أن يصغي لهذه الجهالات والحماقات والصغائر والتفاهات، فتؤثر على علاقاته بذوي رحمه وبره بهم، وهو يسمع قول الرسول الكريم:
((الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطغني قطعة الله)) (?).