وكان ابن عمر يقول: ((من اتقى ربه، ووصل رحمه نسئ ت في أجله، وثرى ماله، وأحبه أهله)) (?).
وكما رأينا صلة الرحم بركة على صاحبها في رزقه وعمره، ورحمة من الله تتغشاه في دنياه وأخراه، ومجلبة لمحبة الناس له، والثناء عليه، فإننا نجد بالمقابل قطيعة الرجم شؤما على صاحبها وبلاء، ومقتا له من الله والناس، وبعدا له عن الجنة في دار القرار.
وحسب قاطع الرحم بلاء وشقاء وحرمانا أن يسمع قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه: ((لا يدخل الجنة قاطع رحم)) (?).
وحسبه شؤما وتعسا وضلالا أن الرحمة لا تتنزل على قوم هو فيهم، كما في الحديث الذي رواه البيهقي في شعب الإيمان:
((ان الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم)) (?).
ولهذا كان الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه لا يرضى أن يدعو الله في مجلس فيه قاطع رحم؛ لأنه يحول دون نزول الرحمة واستجابة الدعاء؛ فقد قال في أحد مجالسه عشية يوم خميس، ليلة الجمعة: ((أخرج (?) على كل قاطع رحم لما قام من عندنا، فلم يقم أحد، حتى قال ثلاثا. فأتى فتى عمة له قد صرمها منذ سنتين، فدخل عليها، فقالت له: يا ابن أخي، ما جاء بك؟ قال: سمعت أبا هريرة يقول: كذا وكذا، قالت: ارجع إليه فسله: لم قال ذاك؟ قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: