((أرسلني الله))، فقلت: بأي شيء أرسلك؟ قال: ((أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيء ... )) (?).
وواضح أن الرسول الكريم في شرحه الموجز لأهم مبادئ الإسلام وقواعده في هذا الحديث قدم صلة الأرحام، فذكرها في طليعة تلك المبادئ والقواعد، وهذا يوحي بما لها من كبير المنزلة، وعظيم المكانة، في منهج هذا الدين الذي أنزله الله رحمة للعالمين.
ومن هنا استفاضت النصوص التي تحض على صلة الرحم، وترغب فيها، وتحذر من قطيعتها، وتتوعد جافيها.
فعن أبي أيوب الأنصاري أن رجلا قال: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ((تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم)) (?).
فصلة الرحم تأتي مع عبادة الله وتوحيده وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في سياق واحد، فهي إذا من أجل الأعمال الصالحات التي تضمن لصاحبها الجنة، وتقيه من النار.
وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه)) (?).
فهي إذا بركة على الواصل في رزقه، وبركة عليه في عمره، تزيد في ماله وتنميه، وتطيل في أجله وتبارك فيه.