صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بن شاذي الْكرْدِي فَإِن العاضد هُوَ اَخرهم وَكَانَ انْتِقَال دولتهم فِي زَمَنه وَكَانَ لما بُويِعَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة قَالَ فِي الأرج المسكي وَكَانَ الْقَائِم بتدبير ملكه وزيره الْملك الصَّالح طلائع ابْن رزيك وزر لَهُ بعد وَالِده ولقب بالعادل فانتزعها مِنْهُ شاور وَهُوَ الَّذِي كَانَ سَببا لخراب الديار المصرية بمباطنته الفرنج لعنهم الله وَزَوَال دولة العبيديين مِنْهَا ثمَّ بعد قتل شاور وزر لَهُ أَسد الدّين شيركُوه بن شاذي الْكرْدِي وَهُوَ عَم السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب لِأَن أَيُّوب وشيركوه أَخَوان أَبوهُمَا شاذي وَأَيوب يلقب نجم الدّين وشيركوه يتلقب أَسد الدّين فَهُوَ عَم السُّلْطَان صَلَاح الدّين فلقب شيركوه بِالْملكِ الْمَنْصُور وَأقَام شَهْرَيْن وأياماً ثمَّ مَاتَ فاستوزر العاضد السُّلْطَان صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب ولقبه بِالْملكِ النَّاصِر فَقطع الْملك النَّاصِر بعد سِنِين اسْم الْخَلِيفَة العاضد من الْخطْبَة بِمصْر وأعمالها بِأَمْر الْملك الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي بن آق سُنقر صَاحب الشَّام الْمَعْرُوف بِنور الدّين الشَّهِيد وَمَات العاضد بعد ذَلِك بأيام فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ يَوْم عَاشُورَاء سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَنَدم السُّلْطَان صَلَاح الدّين على قطعه الْخطْبَة فِي حَيَاته وَتمنى أَن كَانَ الْقطع بعد مَوته فاستولى السُّلْطَان صَلَاح الدّين بن أَيُّوب على مصر وذخائرها وَاخْتلف فِي سَبَب موت العاضد فَقيل إِنَّه تفكر فِي أُمُوره فرآها فِي إدبار فَأَصَابَهُ ذَرب عَظِيم فَمَاتَ مِنْهُ وَقيل إِنَّه لما خطب لبني الْعَبَّاس بِالْقَاهِرَةِ بلغه ذَلِك فَاغْتَمَّ فَمَاتَ وَقيل إِنَّه لما أَيقَن بِزَوَال ملكه كَانَ فِي يَده خَاتم فصه مَسْمُوم فمصه فَمَاتَ مِنْهُ قَالَ الذَّهَبِيّ وَكَانَ العاضد مَعَ وزرائه كالمحجور عَلَيْهِ لَا يتَصَرَّف فِي شَيْء مِمَّا يُرِيد وَهُوَ آخر مُلُوك مصر المسمين بالعبيديين الفاطميين وَكَانَت مُدَّة تملكهم مِائَتَيْنِ وثمان سِنِين فَكَانُوا لأربعة عشر مُتَخَلِّفًا لَا مستخلفاً وَقَالَ الْعَلامَة ابْن السُّبْكِيّ فِي تَارِيخه الْمُسَمّى بالبداية كَانَ ابْتِدَاؤُهَا سنة أَربع وَسِتِّينَ وثلاثمائة وَكَانَ مزت العاضد فِي سنة سبع وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة وأعيدت الْخطْبَة للمستضيء العباسي ابْن المستنجد وَفَرح الْمُسلمُونَ فَرحا شَدِيدا وَكَانَت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015