وَكَانَت مُدَّة الظافر أَربع سِنِين وَسَبْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام وَأرْسل النِّسَاء يستغثن بطلائع بن رزيك وَكَانَ إِذْ ذَاك بِدِمَشْق مُتَوَلِّي منية ابْن الخصيب فَجمع طلائع عسكره وَقصد عباساً الْوَزير فَبَلغهُ فَجمع عَبَّاس مَا قدر على جمعه من الْجَوَاهِر وَالْأَمْوَال وَخرج نَحْو الشَّام فَخرج عَلَيْهِ الفرنج فِي الطَّرِيق فأسروه وَأخذُوا أَمْوَاله وَتَوَلَّى طلائع وزارة مصر وَأرْسل فبذل للفرنج مَالا عَظِيما وَأخذ عباساً مِنْهُم وَقَتله وصلبه على بَاب الْقصر وتلقب بِالْملكِ الصَّالح وَهُوَ صَاحب جَامع بَاب الزويلة وَكَانَ قتل الظافر سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة ثمَّ قَامَ من بعده ابْنه عِيسَى الملقب بالفائز بن الظافر بن الْحَافِظ بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر بُويِعَ بعد قتل أَبِيه وَهُوَ صبي وَأُصِيب بالرجفة لما أخرجه الْوَزير عَبَّاس من الْحَرِيم على كتفه لِلْبيعَةِ وَهُوَ ابْن سنتَيْن أَو أَربع وَذَلِكَ أَنه لما رأى أَعْمَامه قَتْلَى فزع واضطرب ودام بِهِ ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الْجُمُعَة سَابِع عشر رَجَب سنة خمس وَخمسين وَخَمْسمِائة وَهُوَ ابْن عشر سِنِين تَقْرِيبًا قَالَ فِي الْبِدَايَة وفيهَا يَعْنِي سنة تسع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة تولى الفائز بنصر الله أَبُو الْقَاسِم عِيسَى بن إِسْمَاعِيل الظافر ثمَّ كَانَت وَفَاته فِي صفر وعمره إِحْدَى عشرَة سنة وَمُدَّة ولَايَته من ذَلِك سِتّ سِنِين وشهران وَكَانَ مُدبر دولته أَبُو الغارات ثمَّ قَامَ من بعده عبد الله الملقب بالعاضد لدين الله بن يُوسُف بن الْحَافِظ وَلم يكن أَبوهُ خَليفَة وَكَانَ يَوْمئِذٍ قد ناهز الِاحْتِلَام فَقَامَ بتدبير مَمْلَكَته الْملك الصَّالح طلائع بن رزيك الْوَزير وَأخذ لَهُ الْبيعَة وزوجه بابنته وجهزها بِأَمْر عَظِيم وَقد عمرت بعد زَوجهَا العاضد وَرَأَتْ زَوَال دولة الفاطمين على يَد السُّلْطَان