تخل من فَائِدَة وَيُقَال إِن الْمُسْتَنْصر هَذَا أحسن السِّيرَة وَالْعدْل لما احتفظ بتدبير المملكة وَذكروا أَنه كتب على رقْعَة من // (السَّرِيع //
(أصْبحْتُ لاَ أرْجُو وَلاَ أتَّقِي ... إِلا إِلَهِى ولَهُ الْفَضْلُ)
(جدِّى نبِيِّى وإِمامِى أبِي ... وقوْلِى التَّوْحِيدُ وَالْعدْل)
المَال مَال الله وَالْعَبِيد عبيد الله وَالعطَاء خير من الْمَنْع {وَسَيعلمُ اَلذينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبِ يَنقَلِبوُن} الشُّعَرَاء 227 وَفِي أَيَّامه احْتَرَقَ دمشق سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ وَأَرْبَعمِائَة قلت البساسيري هَذَا اسْمه أرسلان ويلقب أَبَا الْحَارِث وَهُوَ من التّرْك وَكَانَ من مماليك بهاء الدولة ابْن عضد الدولة الديلمي وَكَانَ أَولا مَمْلُوكا لرجل من أهل مَدِينَة بسا بِالْبَاء العجمية بأصبهان فنسب إِلَى ذَلِك الرجل الْمَنْسُوب إِلَى تِلْكَ الْمَدِينَة فَقيل لَهُ البساسيري ثمَّ كَانَ مقدما كَبِيرا عِنْد الْخَلِيفَة الْقَائِم بِأَمْر الله لَا يقطع أمرا دونه وخطب لَهُ على مَنَابِر الْعرَاق كلهَا ثمَّ طَغى وبغى وتمرد وعتا وَخرج على الْخَلِيفَة بل وعَلى الْمُسلمين ودعا إِلَى خلَافَة الفاطميين ليتم لَهُ مَا رامه من الأمل الْفَاسِد وَكَانَت وَفَاته سنة إِحْدَى وَخمسين وَأَرْبَعمِائَة وَكَانَت وَفَاة الْمُسْتَنْصر يَوْم الْخَمِيس لِاثْنَتَيْ عشرَة لَيْلَة خلت من ذِي الْحجَّة سنة سبع وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ قَامَ من بعده أَحْمد الملقب بالمستعلي المكنى بِأبي الْقَاسِم بُويِعَ بعد موت أَبِيه الْمُسْتَنْصر وسنه نَيف وَعِشْرُونَ سنة وَكَانَ الْقَائِم بتدبير ملكه أَمِير الجيوش الْأَفْضَل شاهنشاه ابْن أَمِير الجيوش بدر الجمالي وَقد كَانَ عهد أَبوهُ إِلَى وَلَده الآخر نزار فخلعه الْأَفْضَل فقاتله نزار فَهَزَمَهُ الْأَفْضَل وَأسر القَاضِي ونزار فَقتل القَاضِي وَحبس نزار حَتَّى مَاتَ وَاسْتقر المستعلي فِي الْخلَافَة وَكَانَ عمره