إِحْدَى وَعشْرين سنةَ وَفِي أَيَّامه استولت الفرنج على سواحل أهل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس واضمحل أَمر الفاطميين وَلم يبْق لَهُم من الْخلَافَة إِلَّا الِاسْم وَاسْتمرّ إِلَى أَن مَاتَ يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث صفر سنة خمس وَسبعين وَأَرْبَعمِائَة ثمَّ قَامَ بِالْأَمر بعده ابْنه مَنْصُور الملقب بالآمر بِأَحْكَام الله ابْن المستعلي ابْن الْمُسْتَنْصر الفاطمي العبيدي أَبُو عَليّ الاخبيث الرافضي بُويِعَ بعد موت أَبِيه وَتَوَلَّى تَدْبِير مَمْلَكَته شاهنشاه فَلَمَّا كبر جازاه بِالْقَتْلِ وَأقَام عوضه فِي الوزارة الْمَأْمُون البطائحي صَاحب جَامع الْأَقْمَر بِالْقَاهِرَةِ ثمَّ قبض عَلَيْهِ وَقَتله وصلبه أَيْضا وَاسْتمرّ الْآمِر إِلَى أَن مَاتَ لَيْلَة الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ذِي الْقعدَة الْحَرَام سنة أَربع وَعشْرين وَخَمْسمِائة وَكَانَت مدَّته سبعا وَعشْرين سنة وَتِسْعَة أشهر وَلم يعقب وَسبب مَوته أَنه مر على الجسر من الرَّوْضَة عِنْد خُرُوجه إِلَى الجزيرة تجاه مصر فَوَثَبَ عَلَيْهِ تِسْعَة فضربوه بالسكاكين حَتَّى إِن أحدهم وثب وَركب خَلفه ثمَّ حمل جريحاً إِلَى أَن مَاتَ ثمَّ قَامَ من بعده ابْن عَمه عبد الْمجِيد الملقب بِالْحَافِظِ لدين الله بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر المكنى أَبَا الهول بُويِعَ بعد قتل الْآمِر ودام إِلَى أَن مَاتَ فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَربع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة واستوزر فِي أَيَّامه أَحْمد بن الْأَفْضَل شاهنشاه بن بدر الجمالي ولقب أَمِير الجيوش كأبيه وجده وَكَانَت الْأُمُور قبل ولَايَة الْحَافِظ اضْطَرَبَتْ لمَوْت الْآمِر عَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015