وفيه:

كما اهتز تحت البارح الغصن الرطب

البارح: الريح الحارة، وإنما أراد الشاعر أن الغصن في ذلك الزمان ألين منه في الشتاء.

وأنشد أبو علي لأطارة بن سهية يهجو شبيب بن البرصاء:

من مبلغ فتيان مرة أنه ... هجاني ابن برصاء العجان شبيب

فلو كنت مرياً عميت فأسهلت ... كداك ولكن المريب مريب

قال أبو علي: سألت ابن دريد عن هذا البيت، فقال: كان أبوه أعمى وجده أعمى وجد أبيه أعمى، يقول فلو لم تكن مدخول النسب كنت أعمى كآبائك.

ع لأبي على سهوان فيما رواه أحدهما: إنشاده

فلو كنت مريا

وإنما هو: فلو كنت عوفيا لأن أرطاة وشبيبا مريان على ما نورده، والعمى إنما هو فاش في بني عوف من بني مرة إذا أسن الرجل منهم عمي وقل من يفلت فيهم من ذلك، ولو قال: فلو كنت مريا لكان هو أيضا قد انتفى من نسبه، لأنه مرى ولم يكن أعمى. وأما السهو الثاني: فإنشاده الأربعة الأبيات لأرطاة، وإنما الآخران لشبيب، يرد على أرطاة، وهو الأصح، لأن شبيبا كان أفضل من أرطاة بيتا، وكان أرطاة أفضل منه نفسا، فعمى شبيب بعد موت أرطاة، فكان يقول: ليت ابن سهية كان حياً فيعلم أني عوفي. وهذان شاعران مقدمان إسلاميان من بني مرة غلبت عليهما أمهاتهما، وهو أرطاة بن زفر بن عبد الله بن مالك، وأمه سهية بنت زامل، وقيل إنها سبية من كلب كانت لضرار بن الأزور، ثم صارت إلى زفر وهي حامل، فجاءت بأرطاة. وأما شبيب فهو شبيب بن يزيد بن حمزة، ويقال جبرة، وأمه قرصافة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015