أعرج، فسارت كلمته حتى أتت عمق، وهي أرض مزينة، فثاروا، فبلغ ثابتا أن مزينة قد أتتهم تطلب بدم حوى، فقال ثابت:
جاءت مزينة من عمق لتقرعنا ... فرى مزين وفي أستاهك الفتل
فتلقتهم مزينة ورئيسهم مقرن بن عائذ أبو النعمان بن مقرن فاقتتلوا، فقتل من الأنصار عشرة، وأسر ثابت، فآلى مقرن أن لا يفديه إلا بتبيس أجم أسود، فغضبت الأنصار من ذلك وأبوه، فلما رأوا أنه ليس من ذلك بد أتوا ثابتا، فقالوا ما ترى؟ فقال ادفعوا إليهم أخاهم يعني التيس، وخذوا أخاكم يعني نفسه. وقال في ذلك مقرن أبياتا منها:
وعن اعتناقي ثابتا في مشهد ... متنافس فيه الشجاعة للفتى
فشريته بأجم أسود حالك ... وكذاك كان فداؤه فيما مضى
وقال الحسن بن علي النمري
حي كعب قبيلة لحوى.
وأنشد أبو علي:
رأيت رباطا حين تم شبابه ... وولى شبابي ليس في بره عتب
ع قال الرياشي هذا الشعر لأبي الشغب، واسمه عكرشة العبسي. وقوله:
إذا كان أولاد الرجال حزازة ... فأنت الحلال الحلو والبارد العذب
الحزازة: الغيظ. ورواه الترمذي: إذا كان أولاد الرجال حرارة برائين مهملتين، ورواه السكري مرارة؛ وهو أحسن في صناعة الشعر لقوله: فأنت الحلال الحلو. وقد مضى القول في معنى الحلال حيث أنشد أبو علي: ألا ذهب الحلو الحلال الحلاحل.