أما أن يكون الغاية من إرسال النبي - صلى الله عليه وسلم - تكوين جيش تحركه صرخة امرأة "وامعتصماه" فهذا شيء يجب أن يُنسى، هذا ما أراده المستعمر. وما خطط له.
وأضربُ لهذا الأمر مثلاً:
في حادث سيارة أصيب شاب وجيه المنظر، حلو الملامح، وعندما نقل إلى المستشفى ورآه الممرضات سارعن إلى تنظيف وجهه، وتصفيف شعره، وإعادة رباط عنقه. بينما النزيف الداخلي يوشك أن يمزق أوصاله.!!
حتى جاء الطبيب.
وفي طفولتي دخلت محلاً به مرايا متعددة.
بعضها يكبر الرأي ويصغر الجسد، وبعضها يكبر الأذن وهكذا.
ليضحك كل من يدخل من الأطفال، وربما غير الأطفال.
والآن وقد انتهت طفولتي، أيقنت أن بعض الذين يعملون في حقل الدعوة مصابون بهذه المرايا.
يرى أمورا شكلية صغيرة فيظنها كبيرة خطيرة.
فيشغل الناس عن أمور - يعلم الله - أنها كبيرة. ويعلم هو - أيضا.
سوف نعلم في باب {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أن الأمر بالمعروف يأخذ حكم المأمور به. والنهي عن المنكر كذلك. فمن دعا إلى فريضة فدعوته لها فريضة.
أما من دعا إلى نافلة فحكم الدعوة نافلة.
ومن عبادة الهوى أن ننشغل بالنوافل عن الفرائض.
أنا لا أصرف الناس - وخصوصاً الدعاة عن بيان حكم الله في كل شيء بينه القرآن الكريم، أو بينه النبي - صلى الله عليه وسلم - فالقرآن تكلم عن أدب الجلوس في المجالس {11 سورة المجادلة} والنبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم عن غسل اليدين بعد الأكل. بشرط أن نعطي كل شيء حجمه، ولا تخدعنا المرائي الكاذبة. وسوف يأتي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلم عن تربية المسلم على الأكل مما يليه، والأكل باليمنى، وتسمية الله على الطعام، وهو في الوقت نفسه يربي ملائكة البشر، ومؤدبي الجبابرة وحكام الدنيا. وقيادات جيوش الحق، التي قهرت الظلام والظلم.