فلا ينشغل الدعاة "بالتحسينات" عن الضروريات. وشعر أهداب العين يفوق كثيرا شعر الرأس، وكلاهما شعر، وكلاهما من خلق الله.
لست أدري. هل هذا التركيز الذي أشاهده في هذه الأيام في بعض بلاد محمد - صلى الله عليه وسلم - والذي يقلقني كثيراً، هل هو استثمار للمجال الآمن؟ أو جهل بالقضايا الكبيرة، أو ضعف في البصيرة لما جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
قرأت في سير أعلام النبلاء جـ 3 صـ 69 حديث مسيلمة الكذاب مع عمرو بن العاص - رضي الله عنه - يقول مسيلمة:
لقد بعث محمد للأمور الجسيمة. وبعثت في محقرات الأمور.
هذا رأي مسيلمة الكذاب. فما بال بعضنا يهبط "عملياً" عن هذا الرأي؟
لقد سبق أن حدد الاستعمار المقاصد التي جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - من أجلها. حددها في كتب التلاميذ بقولهم: - أي المستعمرين.
جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فوجد الناس يعبدون الأصنام، ويئدون البنات، ويشربون الخمر، وهم يعنون بهذا أن الدعوة قد استئنفت مقاصدها.
فاليوم. لا أصنام. ولا وأد للبنات، وقد أدرك الناس خطورة الخمر فاجتنبوها. فالإسلام - في رأيهم قد أدى رسالته.
وهذا كلام حق، يراد به باطل. يريدون بذلك أن الإسلام قد استنفد مقاصده.
فليعش المسلمون ذكراه.
أما قرآن يحكم هذه الأمة، ويجمع كلمتها ويوحد "خزينتها"
حتى يقول عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص - رضي الله عنه -
يا ابن العاص.. أتحيا ويموت من بجوار أمير المؤمنين؟ !!
"في عام اشتد فيه الجفاف بالجزيرة".
فيرد عليه والي مصر:
والله يا أمير المؤمنين لأرسلن إليك إبلاً محملة،
أولها عندك وآخرها عندي.