أفطر نبي الرحمة عندما كان مسافراً لفتح مكة. أفطر أمام كل أصحابه، ليشاهدوه فيفطروا.
وفي الحديث الشريف "إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماء، فرفعه حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام فقال: "أولئك العصاة، أولئك العصاة".
(رواه مسلم)
وفي حديث آخر قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه إنكم دنوتم من عدوكم، والفطر أقوى لكم، فكانت رخصة فمنا من صام، ومنا من أفطر.
ثم نزلنا منزلاً آخر، فقال: إنّكم مُصبِّحون عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا، وكانت عزيمة. (صحيح مسلم)
بل إن الإمام ابن تيمية أفتى الجنود بالإفطار، داخل مدينة دمشق، في حربهم، من غير سفر. وذلك لأن الفطر أقوى لهم.
ولقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنّكم مُصبِّحون عدوكم، والفطر أقوى لكم، فأفطروا. (مسلم)
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - تمم مكارم الأخلاق عندما جعل الحدَّ الأعلى للأخلاق هو الواقعية المثالية، وليس المثالية الخيالية، فهو لا يقول لأتباعه: {فمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي} كما قال المَلِكُ في سورة البقرة: ولكن يقول عن الذين أوجبوا الصوم عليهم، ولم يقبلوا رخصة النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أولئك العصاة" ويكرِّرُها.
سلامٌ عليك يا نبيَّ الرحمةِ، وسلامٌ على الذين معك.
*******************