إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبعاد المسافة بين لا إله إلا الله، وبين إماطَة الأذى عن الطريق "الإسلام بضع وسبعون أو ستون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله. وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان. البخاري ومسلم باب الإيمان.
ومن حُسْن فقه المسلم أن يعرف أين مكانه من الإسلام.
أن ينظم عبادته على قانون "فقه الأولويات" والدعاة كذلك. وهم أولى.
كثيراً ما طُفت في بلاد محمد - صلى الله عليه وسلم - أنادي في الشباب: على كل شاب أن يرسم سبعين مربعاً صغيراً، ويكتب في كل وحدة من المربعات اسم شعبة من الإسلام، وعليه أن يبدأ بالأهم.
عليه أن يبدأ بالعقائد. لما للعقائد من أثر وطمأنينة في النفس، ورقابة على التصرفات. وعليه أن يحذر من تقديم نافلة على فريضة. فهذه من عبادة الهوى التي نهينا عنها - كما قلت -.
إن الحديث عن الأكل بالأصابع، إذا سبق الحديث عن أكل الربا، أو شغل الناس عنه، فهذا دليل على عمى البصيرة.
وتكرار حج التطوع، وتكرار العمرة في كل عام، وحمل الذين لم يفرض الله عليهم الحج لفقرهم، حملهم إلى أداء هذه الفريضة، مع شح في خدمة دورات تحفيظ القرآن الكريم، وتكوين مكتبات عامة في المساجد، وإرسال النابغين من الطلاب في أي تخصص ليواصلوا تعليمهم، كل هذا عمل يدل على الجهل بفقه الأولويات. ومثلهم كمثل من يبني مسجداً فاخراً، يزين فيه الجدران، ويبخل عن جلب محفظ للقرآن، وعالم يبين الإسلام الحق للناس. فهم يكرمون الحجارة فقط. فيسألوها القبول!!.