خرج المؤمنون به. وخرج اليهود. وخرج من بقى على دينه مشركاً.
وكل جماعة من أتباعه تريد شرف ضيافته.
ولكن العجيب أنْ يُعلق النبي - صلى الله عليه وسلم - مستقبل الدعوة على "الناقة التي يركبها"
"دعوها فإنَّها مأمورة"
الله أكبر ... ماذا سيكون مستقبل الدعوة إذا لم تبرك الناقة؟!!
الأمر خطير جدًّا.
فاليهود شهود.
وكفار المدينة شهود.
حتى المؤمنون به لم يشهدوا منه معجزة بَعْد.
ولكن سرعان ما بركت الناقة. وتحقّقت أوَّل معجزة أمام الأعيان.
أو قل: تحقق وعد الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم -.
إن ثقة النبي بوعد ربِّه، ثمرة لإيمانه الكبير، الذي يفوق مجموع إيمان من آمن به، إلى يوم القيامة.
إن الدنيا في كلّ عصورها لا تعرف رئيساً لدولة - مهما كانت قوتّه - يمكنه أن يصرف حراسه عنه، ويعلن أنّه لن يموت إلا في فراشه.
وتختم حياته كما قال.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحرس من أصحابه ليلاً.
حتى نزل عليه قوله تعالى {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}
فلم يقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينتظر حتى الفجر.
بل أخرج رأسه من القبة وقال: "انصرفوا فإن الله تولى حراستي.
وفي رواية عائشة: " أَيُّهَا النَّاسُ انْصَرِفُوا فَقَدْ عَصَمَنِي اللَّهُ ".