لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية والخشوع.
وتأثير النفس والقلب من الثياب أمر خفي، يعرفه أهل البصائر.
{وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} (6 سورة المدثر)
النصّ الكريم مع إيجازه تربية للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولأمته.
لا تمنن على من تعطيه.
فالمنُّ من خلق فرعون {أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} (18 سورة الشعراء) وردّ عليه موسى {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} ؟! (22 سورة الشعراء)
فلا تمنن لأنَّ المنَّ من خلق صغار النفوس.
ويحتمل النصّ الكريم {وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} - أي لا ترى ما تعطيه كثيراً.
إنّ أصحاب النفوس الكبيرة يعطيك أحدهم ما ملكت كفَّاه ويعتذر..
والنبي - صلى الله عليه وسلم - إمامهم.
فقد كان يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
والفهم الثالث للنص المعجز الكريم:
لا تعط وأنت تطلب المزيد بعطائك.
إن بعض الناس يهدي إليك في مناسبة لتكون هديته لك جلبا لعطائك، فهي استثمار، وليست إهداء.
فنهى الله الأمَّة عن الأمور الثلاثة. ليكون العطاء للعطاء، خالصاً لربِّك.
وربما تحتمل الآية فهماً رابعاً وأكثر.