والآن مع نماذج من آيات القرآن الكريم في تربية النبي - صلى الله عليه وسلم -
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} (4 سورة المدثر)
بهذا المعنى الظاهر وبدون تأويل للنص الكريم.
فالطهور شطر الإيمان. وبعض العبادات التي سيشرعها الله - سبحانه - لا تصلح بغير طهور.
بل إن الصلاة، ومسّ الصحف، والطواف حول الكعبة، سوف يشرع لها أكثر من الطهارة المادية التي تهدف إلى إزالة النجس - سوف يشرع لها الوضوء. بل والغسل، لرفع حدث معنويّ، لم تصاحبه نجاسة مادية،
يتطهَّر منها غالباً.
فالطهارة في صورتها المادية والمعنوية من أول ما أُمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن أول تربية القرآن للنبي - صلى الله عليه وسلم -
وفهم بعض علماء السلف من الآية الكريمة الأمر بطهارت النفس، طهارة داخلية.
قال قتادة ومجاهد: نفسك فطهّر من الذنب.
فكنّى عن النفس بالثوب.
قال ابن عباس: لا تلبسها على غدر، ولا معصية.
واستشهد بقول غيلان بن سلمة الثقفي.
وإني بحمد الله لا ثوب غادر ... لبست ولا من غدرة أتقنع.
وذكر صاحب مدارج السالكين أن بين الثياب والقلب مناسبة ظاهرة وباطنة.
ولهذا نهى الإسلام المسلم عن بعض الملابس كالحرير والذهب وجلود السباع،