أول ما تأمر به الآية بسياقها هو إخلاص الصبر لله.
فالصبر لربك وحده.
اصبر على تكاليف الدعوة.
فسوف يتجافاك أقرب الناس لك بسببها. ويُخرجك قومك {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} (5 سورة المزمل) فاصبر لتكاليف هذا القول الثقيل.
كلُّ شيء يصدر عن خصومك يؤذيك. لأنهم أهلك، فاصبر حتى على الكلمة ينطقون بها.
{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا} (10 سورة المزمل)
وقد رفعناك إلى درجة الأنبياء، وشدّة القرب ينشأ عنها صعوبة التكاليف، فاقتد بالأنبياء السابقين، فقد صبروا.
صبروا على تكاليف الدعوة، والتعامل مع العقول المتباينة.
حتى ولو كان النبي ملكاً، فحياته لا تخلو من الصبر.
{اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ} (17 سورة ص)
داود ملك نبي. ومع ذلك هو قدوتك في الصبر. لأنه جمع بين أمرين ثقيلين.
- التبليغ عن الله لشعب جعل الله معجزة أحد أنبيائه وأكبرهم "عَصًا" فهو شعب لا يصلح بغيرها.
- ثانياً تحمل داود إقامة العدل بين الناس في مجتمع لا يُعين حاكمه النبي على العدل {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} (26 سورة ص)