بديلا. إلا إذا تم توجيهه بروح من الحقد والكراهية؟
مهما يكن من أمر، فقد اصطدمت مشاريع (الكاردينال المحترم) بمقاومة المسلمين الضارية، وانعكس ذلك بالضرورة على المهاجرين - المستوطنين في الجزائر من الأوروبيين. وثارت ضجة مفتعلة، ذلك لأن الرأي العام الغربي كان مؤيدا للكاردينال فيما يخص بدمج الجزائر بسرعة في فرنسا والمجتمع الأوروبي - عن طريق التنصير - ولم يكن الإمبراطور ذاته ورجال دولته ضد هذه الممارسات. ولكن الخلاف كان معه في الوسائل فقط. فهو كرجل دين متعصب، نظر إلى المشكلة من زاوية الحرب الصليبية ضد الإسلام والمسلمين، ورأى أن ينفذ أهدافه بحزم وقوة وسرعة، بدون أن يقيم وزنا للعواقب السياسية. أما رجال الدولة والمسؤولين، فقد عالجوا المشكلة من الناحية السياسية والعسكرية - وشعروا بالصعوبات التي قد تسببها لهم سياسة التنصير، بحكم اطلاعهم على تمسك الجزائريين بدينهم وعقيدتهم الإسلامية. هذا من جهة، ومن جهة ثانية، فإنهم لم يكونوا في عجلة من أمرهم، حيث كان عامل الوقت - بنظرهم - كفيل بتحقيق هدف النصير على مهل وبدون أي استثارة. وقد اعترفت المصادر الغربية بما لقيه الكاردينال المحترم من مقاومة - وفقا لما تبرزه المقولة التالية: (لقد اعترضت الكاردينال وكنيسته عقبة حقيقية، وهي رفض الجزائريين رفضا حازما لتنصير أبنائهم. فقد أحسوا بأنهم طعنوا في عقيدتهم الدينية. وكان هذا الشعور عاما حتى لدى الموالين للسلطات الإفرنسية والموظفين لديها) ولقد كان ابن علي الشريف باشآغا شلاطة - من رجال فرنسا المعتمدين وأشد أنصارهم حماسة لسياستهم. وعلى الرغم من ذلك، فقد صرح للماريشال