(ماكماهون): (بأنه لن يكون مسيحيا أبدا، ولا يعرف إذا كان أبناؤه أو أبناء أبنائه سيكونون في يوم من الأيام مسيحيين).
لقد شكلت فرنسا لجنة للتحقيق أثر الاضطرابات التي اجتاحت الجزائر - وأشار حسن بن بريهمات، والمكي بن باديس وأحمد ولد القاضي إلى التذمر وأسبابه بما يلي: (لقد تجاوز الأوروبيون في بعض العمالات، الولايات، حدودهم، وخرجوا عن المقصود. حتى أنهم تكلموا فيما يخص الشريعة الإسلامية). فلا غرابة أن تكون سياسة التنصير عاملا في دفع الجزائريين إلى الثورة. وعلى الرغم من أن رسائل المقراني وبومزراق وقادة الإخوان الرحمانيين، لا تشير صراحة إلى قضية التنصير، إلا أن العامل الديني كان الحافز الأساسي لاستنفار الناس وحضهم على الجهاد وحمل السلاح. ففي رسالة الباشآغا إلى الشيخ بن كابه، وكبراء قرية (بو جليل ببني عباس) قال بعد التحية: (وبعد فتوكلوا على الله ورسوله، وتقدموا إلى الجهاد لنصرة دينكم عزما). فهو يدعو الناس إلى الجهاد لنصرة دينهم. وتلك هي عقلية جماهير الجزائريين تجاه النصارى - المسيحيين المسيطرين على بلادهم. ولا بد أنها عقلية جاءت نتيجة سياسة التنصير التي عملت الكنيسة على تحقيقها منذ الاحتلال. وكما قال مؤرخ صليبي: (لقد عرف الإسلام بالتسامح، ولم يظهر التعصب على المسلمين إلا نتيجة لما أظهره الفرنج الصليبيون من التعصب).