س: لماذا؟
ج: (لأنني وجدت أحسن من أمي).
...
إن هذه المحادثة القصيرة تدين نفسها، بقدر ما تدين (الكاردينال المحترم) بما تبرزه من تناقض في النقاط التالية:
1 - إن نص الأسئلة وأسلوب الحوار دول على الخبث واللؤم في تلقين الطفل بما يجب عليه قوله.
2 - من غير المعهود يدل العرب المسلمين أن تتخلى أم عن ابنها بمثل هذه السهولة. وتتركه يقطع الجبال والوهاد وحده. ولو كان الأمر صحيحا، لكان من المحتمل أن ترافق الأم ابنها لتعرف مصيره.
3 - ليس من عادة العرب المسلمين، ولم يعرف عنهم حتى في أقسى الظروف، ذبح الأطفال وأكلهم.
4 - ليس من عادة الأولياء - المشايخ - طرد طفل جائع أو محروم، وأموال الأوقات والزوايا - في تلك الفترة - كانت وفيرة ومحبوسة لمثل هذه الأعمال الخيرية.
5 - ليس من عادة العرب المسلمين إدخال الكلاب إلى الزوايا والمساجد واستخدامها لطرد الغرباء، ويقتصر استخدامها عندهم لحراسة قطعان الماشية والصيد. في حين تستخدم النساء الإفرنسيات والرجال الكلاب لأكثر من غرض، ومنها حراسة المنازل ورطرد الغرباء.
6 - إذا كان عمل الكاردينال المحترم (حضاريا - إنسانيا) فلماذا يغير اسم الطفل من عمر إلى شارل.
7 - ثم هل هناك، وفي مثل هذا العمر، من يرضى عن أمه