وجدت رسالة تحمل تاريخ 29 كانون الثاني - يناير - 1867 وفيها ما يلي: (علمنا وأخبرنا بنبأ جديد له أهميته، وهو أن الأسقف الجديد -لافيجري - قد حصل على إذن من الإمبراطور يتنصير الأهالي مع تزويده بصلاحيات واسعة، ويعتزم الأسقف إنشاء أديراة هناو هناك بالتعاون مع رجال الدين المطرودين من إيطاليا لتنصير المسلمين) (?).
وكانت حجة الكاردينال في ذلك هي، (أن هؤلاء الأيتام بقوا بدون آباء وأمهات معرضين للموت في كل وقت. وجزاء الكنيسة عندما تؤويهم هو أن تنصرهم وتحولهم عن عقيدة آبائهم وأجدادهم الإسلامية. وكان يرى أن هذا التنصير ينبغي أن يتم ولو بالقوة. وحتى بالتفرقة بين الجزائريين من أجل القضاء على تأثير القرآن الكريم). وعلى هذا الأساس جمعت الكنيسة حوالي عشرة آلاف يتيم من تتراوح أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، وأخذت تجمع الأموال باسمهم لتستغل ذلك دينيا وسياسيا، وإعطاء عملها (تظاهرة الإنسانية - الحضارية). غير أن هذه التظاهرة لم تخدع الجزائريين - إذ لم تلبث ممارسات الكاردينال ذاته وأتباع مدرسته أن فضحتها. وهو الأمر الذي تبرزه تلك المحادثة التي أجراها الكاردينال مع يتيم جزائري عمره عشر سنوات، زعم أنه التقى به في حي باب الواد بالجزائر العاصمة في شهر تشرين الأول - أكتوبر - عام 1868 واسمه عمر:
س: من أين جئت يا بني؟
ج: من الجبل، من بعيد، بعيد!
س: وأبواك أين هما؟