- 4 -
بقيت الحراب الصليبية أحد وجوه الحرب الشاملة للدول الاستعمارية. وكانت في كثير الأحيان تشكل الغطاء المناسب لستر سوءات الاستعمار وقباحته. ومن المعروف أن الجزائر قد تعرضت سنة 1867، وفي السنوات التالية لمجموعة من الكوارث والنكبات الطبيعية التي قضت على عشرات آلاف الأسر والعائلات الجزائرية. وخلفت وراءها عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام - علاوة على أبناء الشهداء - الذين قضوا فوق ميادين الجهاد في سبيل الله. فوجد رجال الدين المسيحي في ذلك الفرصة المؤاتية لتنصير أولئك الأطفال، وتمسيحهم، بتقديم فتات الخبز لهم. واندفع أسقف مدينة الجزائر (لافيجري) (?) لتطوير هذه العملية واستغلال الجوع لصالح الكنيسة. ووجد من نابليون الثالث تشجيعا زاد من حماسته حيث