الإفرنسية تجاه الشيخ محمد عبد الرحمن وابنيه سي عزيز وسي محمد. فقد كان الهدف الواضح من (المصادرات) هو القضاء على النفوذ الديني، في حين كان هدف مصادرة أموال (محمد المقراني وعائلته) هو القضاء على ما أطلق عليه اسم (الأرستقراطية العربية). وبكلمة أكثر وضوحا، تدمير القيادات السياسية والدينية للوطنيين الجزائريين. بينما كانت السلطة الإفرنسية الاستعمارية ذاتها تعتمد في سياستها على إقامة الإقطاعات الزراعية والصناعية والتجارية، وتفسح المجال الواسع أمام (رأس المال) لاستغلال موارد الوطن الجزائري واستثماره. ومن المعروف تاريخيا أن هذه الطبقة الغريبة - الطفيلية. قد أسهمت منذ فجر استعمار الجزائر وحتى نهايته بخلق المتاعب أمام الإدارات الإفرنسية المتتالية - من مدنية وعسكرية -. وعلى الرغم من ذلك، فقد كانت هذه الإدارات الإفرنسية تكافئها بالمزيد من الامتيازات. أما نصيب الوطنيين الجزائريين من ذلك، وكما هو واضح، فهو دفع القيادات الدينية والسياسية للثورة، وخلق المثيرات المختلفة من أجل إشعال نار الثورة، ثم العمل على قمعها بقسوة ووحشية، وتوظيف نتائجها لمصلحة الاستعمار الاستيطاني.