والقومي، فوقعت مجموعة من الحروب بين الدول الأوروبية بعضها ضد بعض، وظهر في تلك الفترة بصورة خاصة إمبراطور روسيا (بطرس الكبير) في روسيا و (فريدريك الكبير) (?) في بروسيا الذي خاض حروبه ضد النمسا، ونظرا لأن الإمبراطورية النمساوية كانت تتزعم الدول الكاثوليكية في حربها الصليبية ضد المسلمين، ونظرا أيضا لأن بروسيا كانت تعتبر نفسها (حامية البروتستانتية) فقد حاول فريدريك التحالف مع الإمبراطورية العثمانية ضد العدو المشترك (النمسا)، وإقناع الباب العالي بشن حرب على النمسا أثناء حرب السبع سنوات (المرحلة الثالثة من الحروب السيليزية). وأمكن عقد معاهدة صداقة بين (بروسيا والإمبراطورية العثمانية) في 29 آذار - مارس - سنة 1761.غير أن السلطان رفض الإشتراك في هذه الحرب التي لم يكن له مصلحة فيها، والتي أفتى العلماء بعدم تأييدها انطلاقا من قاعدة (عدم الانتصار لكافر ضد كافر - طالما أنه لا مصلحة للمسلمين فيها).
إن تجنب الإمبراطورية العثمانية الإشتراك في الحرورب الأوروبية، لم يكن ليمنعها من المشاركة في صنع أحداث السياسة الأوروبية، بسبب نشوء المسألة البولونية والتي اصطنعتها روسيا لضمان مطامعها في التوسع نحو أوروبا. وبرزت المسألة البولونية