كاترين) (?) عرش الإمبراطورية الروسية. فوطدت العزم على مواصلة التقدم نحو البحر الأسود وبحر قزوين متبعة في ذلك سياسة زوجها. غير أن الدول البحرية - إنكلترا خاصة - حالت دون هجوم روسيا على الإمبراطورية العثمانية، لأن مصالح تلك الدول تعارضت مع حصول روسيا على توسع جديد. حتى إذا انقضت الاضطرابات البولونية، هاجم الروس العثمانيين في تشرين الأول - أكتوبر - سنة 1735م. ولكنهم لم ينتهوا بادىء الأمر إلى أبعد من (آزوف). وحاول الإمبراطور الألماني الذي كان مقيدا بمعاهدة تفرض عليه مساعدة روسيا، أن يتوسط في البداية بين الطرفين المتصارعين، فلم يشارك في القتال إلا في سنة (1737 م). ولكن جيوشه منيت بالهزيمة تلو الهزيمة، حتى إذا كانت سنة (1739م)، أسلمت (بلغراد) إلى العثمانيين بعد فترة قصيرة من الحصار. وعقدت بعد ذلك مباشرة معاهدة تنازل فيها الإمبراطور النمساوي عن كل المغانم التي ضمنتها له معاهدة صلح (بازاروويج). ومن ثم اضطرت (روسيا) أن توقع معاهدة مع الإمبراطورية العثمانية، غنمت بواسطتها مدينة (آزوف) التي كانت مدمرة تدميرا تاما. وفي سنة (1740 م) جدد الباب العالي اعترافه بالحماية الإفرنسية على نصارى الشرق - من الكاثوليكيين - مقابل تأييد فرنسا الديبلوماسي له في هذه الحرب. وكانت هذه هي الثغرة التي أتاحت بعد ذلك الفرصة لكل الدول لبسط حمايتها على المشرق الإسلامي بحجة حماية رعايا النصارى من المذاهب المختلفة.

كانت أوروبا خلال هذه الفترة تعيش فترة تشكلها الوطني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015