زعيمها الشيخ بيوض بأنه عدو فرنسا اللدود. وأن له يدا مع الألمان. فعزموا على القبض عليه. ولكن الله سخر للنهضة حماة مخلصين دهاة من أبنائها، فدافعوا عن النهضة وزعيمها، وفضحوا الحكام العسكريين وتواطؤهم مع أذنابهم أعداء النهضة الأقدمين.

وخافت الولاية العامة عاقبة المساس بالنهضة وزعمائها. إن نهضة ميزاب هي جزء من نهضة الجزائر، والشيخ بيوض أحد زعمائها. سيثور أولئك الزعماء عليها، ويثور ميزاب والجزائر. وهي ضعيفة قد احتل الألمان ديارها وأخذ بخناقها فتبصرت الولاية العامة، فكفكفت من شرور الحكام العسكرين في ميزاب، وأمرتهم بالحكمة في حربهم، فلم يستطع الحكام العسكريون اعتقال الشيخ بيوض. فأكدوا ما سبق أن فرضوه عليه في سنة 1938 م. من الإقامة الجبرية في بلد القرارة. وحرمت زيارته على مدن ميزاب، وشددت عليه الرقابة. فاستقر الشيخ بيوض، وانقطعت عنه الأشغال الخارجية التي كانت تزاحم عمله في المعهد، أو تقطعه عنه. فصار وقته كله للمعهد. ووجد الطلبة من وقته وجهوده كل ما يريدون، ونشطت الدراسة في المعهد، حتى إذا ما انتهت الحرب سنة 1944، وضعت فرنسا - ديغول - سياسة جديدة للجزائر تعتمد على قليل من اللين وكثير من الخبث والدهاء والمكر. وهذه السياسة شر من الغلظة والاستبداد والجبروت.

واستغل زعماء النهضة وعلماؤها هذا المناخ، فانطلق الشيخ البشير الإبراهيمي - رئيس رابطة العلماء بعد وفاة ابن باديس - وهو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015