ويوسع مجالات العمل، ويبني المسجد المتمم للمعهد. ويضع برامج التدريس، ويسهر على رعاية شؤون طلابه، ويوجههم للبحث والدراسة وهو يكرر على مسامعهم باستمرار: (إن غرضي من هذه الدروس أن أنشىء عقولا تفهم بلاغة القرآن، ونفوسا دارعة بعدة الفصاحة والبلاغة. إن جهادنا يستلزم هذه العدة، وهذا لا يكون إلا بعملكم أنتم! ألا فاعملوا، طالعوا دروسكم مرارا قبل الدرس، وراجعوها مرارا بعده واعتمدوا على أنفسكم).

إستمر الشيخ إبراهيم في عمله المنتج والمبدع حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وإذ ذاك تضاعفت أهوال الاستعمار، وأطلقت أيدي الحكام العسكريين الإفرنسيين في الجنوب فعزموا على خنق النهضة، والقضاء على معاهدها ورجالها. فشمروا لتهديم والانتقام، وشمر أنصار النهضة للدفاع والبناء. وكانت معارك طاحنة استمرت زمانا طويلا، كان الله فيها مع حزبه وأوليائه. فلم تعصف تلك الأهوال بمعهد الحياة، بل زادت في نشاطه ورسوخه. فسارت أشواطا واسعة في أيام الحرب.

لقد حلف الحاكمان العسكريان الطاغيان في (غرداية) وحلف أذنابهما الأيمان المغلظة على القضاء على نهضة ميزاب ورجالها، وأن يشنقوا زعيمها الشيخ بيوض أو يسجنوه أو ينفوه. فاستخدم الاستعمار أذنابه في الجنوب لكتابة التقارير السوداء ضد النهضة وزعيمها الشيخ بيوض. فطالبوا بنفيه أو سجنه، وبإبطال المدارس العربية، وكل ظواهر النهضة. فاستند الحكام العسكريون إلى هذه التقارير، فحكموا على النهضة بأنها حرب ضد الدولة، وعلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015