يقود نشاط جمعية العلماء في قوة وإخلاص ومهارة. وكان يجوب البلاد ويهزها بخطبه ودروسه ومقالاته في البصائر. وفعل ذلك رجال جمعية العلماء كلهم (وخاصة الطيب العقبي وأحمد توفيق المدني). وكذلك فعل الشيخ بيوض، الذي انطلق من عقال الإقامة الجبرية، فجاب أنحاء الشمال والجنوب، يهزهما بخطبه ودروسه، ويضع الخطط المحكمة مع رجال النهضة للجهاد المقبل.
كثرت أعمال الشيخ بيوض الاجتماعية، وتعددت ميادين جهاده، فهذه وفود من رجال النهضة من مدن ميزاب تترى عليه للتفاوض في الجهاد الذي يقومون به. وهذه أعباء جمعية الحياة التي يرأسها، وذلك مجلس العزابة الذي هو رئيسه. إن أغلب مشاكل المدينة ترفع إليه. وهذه أسفاره للدعاية ولمصالح النهضة الأخرى. وهذا حزب المعارضين وقد تكتلت صفوفه، واشتدت معارضته، وانضم إليهم أذناب الاستعمار من (القواد والباشآغاوات) وغيرهم. واتحدوا جميعا مع المستعمرين العسكريين في محاربة النهضة. فنازلهم حزب الإصلاح جميعا بقيادة الشيخ بيوض، فوقعت أعنف المعارك الاجتماعية والسياسية معهم في هذه العهود. لقد كثرت فروض الشيخ فلم يبق للمعهد من وقته إلا القليل. وجاءت ضرورة أخرى تهرب منها كل التهرب، فأرغمه الواجب على الخضوع لها. وهو دخوله في المجلس الجزائري نائبا عن وادي ميزاب، فانقطع عن التعليم في المعهد، وحل أبناؤه النبغاء محله.
صدر الدستور الجزائري الذي قضى بإنشاء المجلس