وعدة كبرى للوطن، ومنهم رؤساء البلديات الذين كانوا سورا منيعا للدين والوطن. يردون عنه كيد الاستعمار، ويحمونه من شر الجامدين وفساد المفسدين. ومن تلاميذ المعهد، من لم ينل من العلم شيئا كثيرا لضعف مواهبه. ولكنه نال قسطه من التربية كاملا. فكان رجلا صنديدا في مجتمعه).

خلاصة القول، لقد شكل (معهد الحياة) تجربة تربوية رائدة لا في الجزائر وحدها وإنما في الوطن العربي الإسلامي. وهي تجربة تستحق كل اهتمام وبحث وتطوير، وإذا كان الاتحاد السوفييتي يفخر برائد تربيته (ماكارنكو). وإذا كان الأمريكيون يباهون برواد تربيتهم من أمثال (جون ديوي)، فإن للجزائر - وللعالم العربي - الإسلامي أن يفاخر بهذه التجربة التربوية التي يعود الفضل الأساسي فيها للشيخ (إبراهيم بن عمر بيوض).

ولد إبراهيم بن عمر بيوض سنة 1899 م، في القرار، إحدى قرى ميزاب، وتعلم فيها، وفي المعهد الذي كان يديره والده والشيخ عمر بن الحاج مسعود. وفي سنة 1921 توفي الحاج عمر. فما كان من ابنه الشيخ إبراهيم - ولما يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره - إلا أن جمع تلاميذ المدرسة، وأعلن لهم أن الدراسة ستستمر تحت إدارة الشيخ عمر بن الحاج مسعود، وأنه سيقوم مع بعض إخوانه في مساعدة الشيخ على إدارة المعهد وتطويره - للنهوض بميزاب كلها. تلك كانت البداية، وانصرف الشيخ إبراهيم بن عمر للعمل بكل طاقة الشباب وإيمانهم، يلقي الدروس، ويطور المعهد، ويرسل البعثات، ويرعى الخريجين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015