عند هذه النقطة، تظهر صعوبة الموقف الذي تعرضت له الجزائر المجاهدة، غداة الحرب العالمية الأولى - وهي تتحسس ما حولها لشق طريقها نحو المستقبل، في وسط (ليل الاستعمار) المدلهم الظلام.

وعند هذه النقطة أيضا، تبرز فضيلة الرواد التاريخيين الذين استطاعوا مجابهة كل الصعوبات وتحدي كل العقبات، وهم يبنون قاعدة الثورة حجرا بعد حجر، حتى أصبح البناء شامخا، وفي شموخه القدرة الجبارة لمجابهة كل الأعاصير.

لقد عرف أولئك الرواد التاريخيون، أنه من المحال عليهم وهم يبنون قاعدة الثورة، إقامة هذه القاعدة فوق أرض رملية رخوة. ولم يكن من الصعب عليهم الاستناد إلى الأرضية الصلبة التي بقيت على الرغم من تطاول عهد التخريب فيها، وعلى الرغم من كل جهود المخربين، قادرة على احتضان قاعدة الثورة وحمايتها.

وظهر لأولئك الرواد التاريخيين أن الأصالة الذاتية هي الأرضية الوحيدة التي يمكن اعتمادها لبناء قاعدة الثورة. وبدأت عملية تطوير الربط التاريخي بين ماضي الأمة وحاضرها وبناء مستقبلها. وهنا ظهرت قوة الإسلام العظيم الذي ما اعتنقه المسلمون يوما إلا وكان النصر حليفهم، وما ابتعدوا عنه يوما إلا وكان نصيبهم الفشل والخذلان.

ولم تكن الجزائر المجاهدة مفتقرة للرجال، وهي أرض البطولات والأمجاد منذ أن عرفت الإسلام، ممن يستطيعون حمل الرسالة وأداء الأمانة. وفي البحث السابق (الأمير خالد الهاشمي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015