مقدمة الكتاب

يشكل الصراع المسلح أحد وجهي السياسة الاستراتيجية، في حين يشكل الصراع السلمي وجهها الآخر، وتتشابك في حالتي الصراع العوامل الاقتصادية والاجتماعية والفكرية الخ ... وقد باتت هذه الحقيقة من المسلمات وذلك منذ أن أطلق (كلاوزفيتز مقولته الشهيرة: (بأن الحرب ليست إلا استمرارا للسياسة، ولكن بوسائل أخرى - هي وسائل العنف والإكراه).

ولقد بات من المعروف - عبر التجربة التاريخية الطويلة - أن الصراع السياسي هو الأساس في كل صراع، وهو الذي يسبق الصراع المسلح ويرافقه ويستمر بعده.

ولقد استطاعت فرنسا، بتفوقها العسكري، تدمير مراكز القوى العسكرية، وإزالة قواعدها. واستيقظ شعب الجزائر ليجد نفسه وقد بات محروما من كل قدراته، ومجردا من كل أسلحته، ولم تكن فجيعته بفقد أسلحته المادية أكثر خطرا عليه من التدمير المستمر لقواعده المعنوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015