بالرسول صلى الله عليه وسلم - كتبه صحفي إفرنسي. وتعرض فيه أيضا لأزواجه رضي الله عنهن، فوجه إليه الأمير برقية شديدة اللهجة يخبره أنه مسلم غيور على دينه، وأنه من سلالة ذلك النبي العظيم، ويقول فيها أنه يترك له الخيار بين اثنين: إما الاعتراف علنا بذنبه، وإما المنازلة بالسلاح. فأجاب الصحفي، وهو المسمى - بيير مارييل - الأمير برسالة اعتذار (?).
هنا يمكن العودة إلى مواقف الجد - الأمير عبد القادر - يوم اجتمع عدد من القسس في فرنسا، ووجهوا إليه أسئلة عديدة، منها السؤال التالي:
(إن دعوة محمد اكتنفها الغموض من جميع جوانبها، وإن العرب بوجه عام، والشرقيين منهم بوجه خاص قد كابروا، وادعوا أن دعوة محمد دعوة يقرها العقل والمنطق). ورد الأمير عبد القادر بالتالي:
(لم تكن رسالة محمد دعوة تهويس وإسعاف، ولكنها دعوة اتساع أفق وشمول نظر، فاستطاعت بذلك تلبية حاجة البشر كافة، من خاصة وعامة، وذلك لأنها الرسالة الوحيدة بين الرسائل التي لا مسخ فيها ولا إسفاف، ولا غش ولا إجفاف، وهي فوق هذا وذاك بدأت باسم الله الرحمن الرحيم. وختمت بأنه رب العالمين.
وجاءت رسالة الإسلام في وقت كان العالم كله في تأخر من جميع الوجوه، دينيا وعلميا ومدنيا وسياسيا.