وقوله تعالى: {اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:2] : أما (الصمد) ففيها عدة أقوال: القول الأول: أن (الصمد) الذي يصمد إليه الخلق لقضاء حوائجهم، -أي: يتجه إليه الخلق- ولدفع الضر عنهم، ولجلب الخير لهم.
القول الثاني: أن (الصمد) هو السيد الذي انتهى إليه السؤدد، أو الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء، فهو الكريم الذي إليه المنتهى في الكرم، والرحيم الذي إليه المنتهى في الرحمة، والحليم الذي إليه المنتهى في الحلم، والغني الذي إليه المنتهى في الغنى، وانتهى إليه السؤدد في كل شيء، وانتهت إليه السيادة في كل شيء.
القول الثالث: أن المراد بـ (الصمد) الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:3-4] .
القول الرابع: أن المراد بـ (بالصمد) : المُصْمَد الذي لا جوف له، وقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لما خلق الله آدم جعل إبليس يطيف به) يعني: يدور حول آدم، ينظر! ما هذا المخلوق الجديد؟! (فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك) ، أي: يسقط سريعاً، وأيُّ شيء يسقطه بسرعة.
فمن العلماء من قال: إن (الصمد) : الذي لا جوف له.
ومن العلماء مَن قال: (الصمد) يحمل هذه المعاني كلها: ·فهو سبحانه السيد الذي انتهت إليه السيادة في كل شيء.
·وهو سبحانه الصمد الذي يصمد إليه الخلق لقضاء حوائجهم.
·وهو سبحانه الذي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص:3-4] .
إلى غير ذلك مما ورد في تفسير (الصمد) .