{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] : بهذه الآية تفارق المشركين، فكل مشرك يخالفك كمسلم في هذه الآية، فأنت تقول: الله أحد، والمشرك يقول مع الله آلهة، سواءً كانت هذه الآلهة أصناماً أو كانت بشراً أو ملائكةً أو شمساً أو قمراً أو غير ذلك، فالمشركون يشركون مع الله آلهةً أخرى كاللات، والعزى، ومناة، وهُبل وغير ذلك، وطائفة من مشركي العرب كان تقول: الملائكة بنات الله، وطائفة من الموجودين الآن يعبدون العجول والبهائم والفروج ونحو ذلك فـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] تفارق بها جميع مَن أشرك مع الله آلهةً أخرى.
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ} [الإخلاص:1-2] : لو كان هناك رجل -والعياذ بالله- يرتكب الفواحش ويشرب المسكرات ويتعاطى المخدرات ويسكر ويعربد ويفعل كل شيء؛ لكنه يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص:1] ، ورجل يقول مع الله إلهاً آخر، ويعمل صالحاً ويتصدق ويصلح بين الناس؛ فأيهما أشر؟ المشرك أشر.
فالعقيدة أو الاعتقاد القلبي أهم من العمل ولذلك قال تعالى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر:65] .
فهذا الأخير الذي يسكر ويشرب ويزني ويقتل قد يغفر الله له: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48] ، وهو وإن عُذِّب ألف سنة أو ألفين في نار جهنم؛ لكن مآله إلى الخروج باعتباره من الموحدين.
أما الآخر فكما قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72] .