قبل أن ندخل في تفسير قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى:3] سنورد بعض الأحاديث التي صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل صلاة الضحى.
أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فأمر بمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة، وبكل تسبيحة صدقة، وبكل تحميدة صدقة، وبكل تهليلة صدقة، وبكل تكبيرة صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما ابن آدم من الضحى) .
وأيضاً صح من حديث بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (في الإنسان ثلاثمائة وستون مفصلاً، فعليه أن يتصدق عن كل مفصل منه بصدقة) ، فذكر نحواً من حديث أبي ذر وفيه زيادة: (النخاعة في المسجد تدفنها والشىء تنحيه عن الطريق) ، وفي بعض الطرق الأخرى: (وإماطة الأذى عن الطريق صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما ابن آدم من الضحى) .
فالشاهد: أن الإنسان عليه أن يؤدي شكر نعم الله عليه في مفاصله، ويكون ذلك بتأدية ثلاثمائة وستين صدقة إما بتسبيح أو حمد أو تكبير أو تهليل أو أمر أو نهي، ويجزئ عن ذلك كله أن يركع ركعتين من الضحى، ففي مسند الإمام أحمد من حديث نعيم بن عمار الغطفاني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله سبحانه وتعالى: يا ابن آدم! اركع لي أربع ركعات أول النهار؛ أكفك آخره) ، فمن العلماء من حمل هذه الركعات على أنها من الضحى، فتكون هذه الركعات كالحرز يحفظك الله بها إلى آخر النهار.
وفي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: (أوصاني خليلي بثلاث: بأن أوتر قبل أن أنام، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وبركعتي الضحى) .
فمن الفضل الوارد في صلاة الضحى: الأول: أن صلاة الضحى تجزئ وتكفي وتقوم مقام ثلاثمائة وستين صدقة.
الثاني: أن أربع ركعات من الضحى حرز لك حتى آخر اليوم.
الثالث: أنها إمضاء لوصية رسول الله التي أوصى بها أبا هريرة رضي الله تعالى عنه.
وثمّ فضائل أخر في صلاة الضحى.