تفسير قوله تعالى: (خذوه فغلوه.)

قال تعالى: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} [الحاقة:30] ، أي: اجعلوه في الغل، والغل كما قال الله سبحانه وتعالى: {إِذِ الأَغْلالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} [غافر:71] والأغلال تكون في الأعناق حلق في الرقاب، {وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ} [غافر:71] ، منظرٌ مخز، في رقبته أطواق الحديد وسلسلة يسحب بها، وهو مطرح على وجهه ويسحب بسلسلة الحديد، وليست مربوطة في يديه بل مربوطة في رقبته، فهو مقمح أيضاً كما وصفه الله سبحانه وتعالى في سورة يس، فالأيدي في الأعناق، وارتفعت الأعناق عن الأيدي، وضمت إلى الرقاب بحلق، فلما ضمت إلى الرقاب، وصل الغل الذي في العنق إلى الذقن، قال تعالى: {إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ} [يس:8] ، فالطوق الذي في الرقبة طوقٌ كبير، بحيث أنه بلغ إلى الذقن، فإذا جاء ينزل ذقنه إلى أسفل يجد الحديد يمنعه، فيشخص ببصره دائماً إلى أعلى، وقد قيدت اليدان إلى الرقبة، ومع ذلك هناك سلاسل يسحب بها الشخص وهو على هذا الوضع المزري المخزي: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} .

كيف يساق وإلى أين يساق؟ ويا ليته في هذا الحال فحسب، بل يساق إلى السجن، إلى جهنم -والعياذ بالله- على هذا الوضع المخزي المزري.

قال تعالى: {ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاقة:31] أي: اشووه على النار، واجعلوه يصلى حر الجحيم، يقلب على النار، وأذيقوه من عذاب الجحيم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015