وكذلك من آداب التلاوة: ألا يقطع القارئ الآية لكلام الناس، بل إذا أراد أن يكلم أحداً يُنهي الآية أو ينهي السورة ثم يتكلم.
نعم، قد يحتاج إلى كلامٍ للحاجة، فعلى الأقل ينهي الآية، فلا يرد على أحد أو يتكلم وهو في وسط الآية، بل ينتظر حتى يكمل الآية، فإذا تكلم بكلام الدنيا رجع فاستعاذ وشرع في القراءة مرةً أخرى.
قال الحليمي: "لأن كلام الله لا ينبغي أن يؤثر عليه كلام غيره" وأيده البيهقي بما في الصحيح: [كان ابن عمر إذا قرأ القرآن لم يتكلم حتى يفرغ منه] وكذلك لا يضحك أثناء قراءته ولا يعبث ولا ينظر إلى ما يُلهي.
وكذلك مما ينبغي أن يُعلم: أن قراءة القرآن بالأعجمية لا تجوز، وليس بقرآنٍ أصلاً، وإنما هو ترجمة ولا يوجد شيء اسمه ترجمة للقرآن؛ فالقرآن لا يمكن ترجمته أبداً إلى أي لغة غير اللغة العربية، من حدثك أن هذا ترجم للقرآن فكذبه ولا تصدقه، لأنه لا يوجد شيء اسمه ترجمة للقرآن، أما ترجمة معاني القرآن فتترجم المعاني، لكن لا يستطيع أحد أن يترجم ذات القرآن، ولا يستطيع أن يترجم ذات الآيات والسور، وإنما يترجم معانيها، (يترجم التفسير) كأنه فسره بالعربي ثم نقله إلى لغةٍ أخرى، نقل المعنى أما الآيات فلا يمكن نقلها أصلاً إلى لغة أخرى مطلقاً، لا يوجد في لغة تستوعب معاني القرآن كاللغة العربية، فلا يمكن أن يأتي أبداً القرآن بلغةٍ أخرى، فإذاً الترجمة للمعاني وليست لذات القرآن.