الخوف من الله في السفر

المشركون في الماضي عندما كانوا يركبون البحر إذا اضطربت بهم الأمواج رجعوا إلى الله، حتى يأتون إلى البر فيشركون مرة أخرى.

أقلعت طائرة من الطائرات فجلس إنسان نحسبه ممن يخاف الله يقرأ في المصحف، وبجانبه رجلان من كبار السن مع الأسف يذكرون مفاتن المضيفات اللاتي يمررن أمامهم، وفي الخلف شباب تائهون يصفقون ويزمرون ويغنون ويلهون، والطائرة بين السماء والأرض إذ خسف الله بها في لحظة واحدة، بعد فترة ارتجت الطائرة، قال قائد الطائرة: هناك خلل فني، وبدأت الطائرة تضطرب وتموج، سكت الناس الذين يطبلون ويزمرون كأن على رءوسهم الطير، الجميع في وجوم، الخطر محدق، كف أولئك عن النظر إلى المضيفات، وواحد منهم خطف المصحف من يد صاحبنا وجعل يقرأ فيه، وبعد فترة استقرت الطائرة، وقال القائد: لقد استطعنا إصلاح الخلل، بعد فترة وجيزة أرجع ذلك الرجل المصحف إلى صاحب المصحف، وجلس يتكلم عن مفاتن المضيفات، ورجع الشباب في الخلف يطبلون ويزمرون ويغنون، ولما تصل الطائرة إلى الأرض بعد.

أي ضعف في الدين ذلك الذي يعشعش في تلك النفوس الخاوية من ذكر الله، أين أذكار السفر؟! أين التدبر فيها؟!! اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ونعوذ بك أن نرد إلى أرذل العمر لكي لا نعلم من بعد علم شيئاً.

اللهم متعنا بأسماعنا وقواتنا وأبصارنا أبداً ما أبقيتنا، واجعلها عاملة في طاعتك يا رب العالمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015