وَحين دخل الْمعز لدين الله مصر تقدم لَهُ بِالطَّاعَةِ قَائِد الْجَيْش الَّذِي ولاه خَليفَة بَغْدَاد وَنزل الْمعز بالجيش فِي هَذَا الْموضع الَّذِي هُوَ الْقَاهِرَة الْيَوْم وَقد سمى المعسكر بِالْقَاهِرَةِ لِأَن ذَلِك الْجَيْش كَانَ قاهرا وَقد أَمر الْمعز بِأَن لَا يتجول أحد من جَيْشه فِي الْمَدِينَة اَوْ يدْخل بَيت أحد ثمَّ أَمر أَن تبنى مصر فِي هَذِه الصَّحرَاء وَأَن يشيد كل من أَفْرَاد حَاشِيَته بَيْتا وَهَكَذَا بنيت الْمَدِينَة الَّتِي قل نظيرها
وقدرت أَن فِي الْقَاهِرَة مَا لَا يقل عَن عشْرين ألف دكان كلهَا ملك للسُّلْطَان وَكثير مِنْهَا يُؤجر بِعشْرَة دَنَانِير مغربية فِي الشَّهْر وَلَيْسَ بَينهَا مَا تقل أجرته عَن دينارين والأربطة والحمامات والأبنية الْأُخْرَى كَثِيرَة لَا يحدها