وَفِي الْجَانِب الشمالي لساحة الْمَسْجِد لَا على الدكة بِنَاء بِهِ كَأَنَّهُ مَسْجِد صَغِير يشبه الحظيرة وَهُوَ من الْحجر المنحوت يزِيد ارْتِفَاع حوائطه على قامة رجل وَيُسمى محراب دَاوُد وبالقرب مِنْهُ حجر غير مستو يبلغ قامة رجل وقمته تتيح وضع حصيرة صَلَاة صَغِيرَة عَلَيْهَا وَيُقَال انه كرْسِي سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي كَانَ يجلس عَلَيْهِ أثْنَاء بِنَا الْمَسْجِد
هَذَا مَا رَأَيْت فِي جَامع بَيت الْمُقَدّس قد صورته وضممته الى مذكراتي وَمن النَّوَادِر الَّتِي رَأَيْتهَا فِي بَيت الْمُقَدّس شَجَرَة الْحور
بعد الْفَرَاغ من زِيَارَة بَيت الْمُقَدّس عزمت على زِيَارَة مشْهد إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء غرَّة ذِي الْقعدَة سنة 43 {20 ابريل سنة 1047) والمسافة بَينهمَا سِتَّة فراسخ عَن طَرِيق جنوبي بِهِ قرى كَثِيرَة وَزرع وَحَدَائِق وَشَجر بري لَا يُحْصى من عِنَب وتين وزيتون وسماق وعَلى فرسخين من بَيت الْمُقَدّس أَربع قرى بهَا عين وَحَدَائِق وبساتين كَثِيرَة تسمى الفراديس لجمال موقعها وعَلى فَرسَخ وَاحِد من بَيت الْمُقَدّس مَكَان لِلنَّصَارَى يعظمونه كثيرا يُقيم بجانبه مجاورون دَائِما ويحج اليه كَثِيرُونَ اسْمه بَيت اللَّحْم وَهُنَاكَ يقدم النَّصَارَى القرابين ويقصده الْحجَّاج من بِلَاد الرّوم وَقد بلغته مسَاء الْيَوْم الَّذِي قُمْت فِيهِ من بَيت الْمُقَدّس
يُسمى أهل الشَّام وَبَيت الْمُقَدّس هَذَا المشهد الْخَلِيل وَلَا يذكرُونَ