قطعتان من الْحجر المربع وَهِي معدة بِحَيْثُ يَسْتَطِيع الزائر الصعُود عَلَيْهَا رَاكِبًا وعَلى قمة هَذِه الدَّرَجَات أَرْبَعَة أعمدة من الرخام الْأَخْضَر الَّذِي يشبه الزمرد لَوْلَا أَن بِهِ نقطا كَثِيرَة من كل لون ويبلغ ارْتِفَاع كل عَمُود مِنْهَا عشرَة اذرع وقطره بِقدر مَا يحتضن رجلَانِ وعَلى رَأس هَذِه الأعمدة الْأَرْبَعَة ثَلَاثَة طيقان أَحدهَا مُقَابل للباب والآخران على جانبيه وسطح الطيقان أفقي من فَوْقه شرفات بِحَيْثُ يَبْدُو مربعًا وَهَذِه الْعمد والطيقان منقوشة كلهَا بِالذَّهَب وبالمينا لَيْسَ أجمل مِنْهَا ودرابزين الدكة كُله من الرخام الْأَخْضَر المنقط حَتَّى لتقول ان عَلَيْهِ رَوْضَة ورد ناضر
وَقد أعد مقَام الغوري بِحَيْثُ تكون ثَلَاثَة سلالم على مَوضِع وَاحِد أَحدهَا محاذ للدكة والآخران على جانبيها حَتَّى يُسْتَطَاع الصعُود من ثَلَاثَة أَمَاكِن وَمن فَوق هَذِه السلالم الثَّلَاثَة أعمدة عَلَيْهَا طَرِيقَانِ وشرفة والدرجات بِالْوَصْفِ الَّذِي ذكرت من الْحجر المنحوت كل دَرَجَة قطعتان أَو ثَلَاث من الْحجر المستطيل وَكتب بِخَط جميل بِالذَّهَب على ظَاهر الايوان أَمر بِهِ الْأَمِير لَيْث الدولة نوشتكين الغوري وَيُقَال انه كَانَ تَابعا لسلطان مصر وَهُوَ الَّذِي أنشأ هَذِه الطّرق والمراقي
وعَلى الْجَانِب الغربي للدكة سلمَان فِي ناحيتين مِنْهَا وَهُنَاكَ طَرِيق عَظِيم مشابه لما ذكرت وَكَذَلِكَ فِي الْجَانِب الشَّرْقِي طَرِيق عَظِيم مماثل عَلَيْهِ أعمدة فَوْقهَا طيقان وشرفة يُسمى الْمقَام الشَّرْقِي
وعَلى الْجَانِب الشمالي طَرِيق اكثر علوا وأكبر مِنْهَا كلهَا بِهِ أعمدة فَوْقهَا طيقان يُسمى الْمقَام الشَّامي وأظن انهم صرفُوا على هَذِه الطّرق السِّتَّة مائَة ألف دِينَار