حصار دمشق وفشل الحصار

وسار الملك العادل حتى بلغ إلى تدمر، وسار في البرية إلى دمشق، ونزل الملك الأفضل على دمشق، في نصف شعبان من السنة. ونزل بعض عسكره في الميدان، وهجم بعض العسكر المدينة بمخامرة من أهلها، ونادوا بشعار الملك الأفضل.

وكان مجد الدين أخو الفقيه عيسى هو الذي دخل منها حتى بلغ السوق، وشربوا الفقاع، فخرج الملك العادل، من القلعة، وأخرجهم في البلد.

وخامر بعض العسكر على الملك الأفضل، ودخلوا في الليل إلى دمشق، فاختل الأمر عند ذلك، وتأخر الملك الأفضل إلى جسر الخشب.

وسار الملك الظاهر إلى حماة، فالتقى سيف الدين طغرل الظاهري قطعة من عسكر حماة سائرة إلى منبج فظفر بها طغرل وأسر رجالها، وأحضرهم إلى الملك الظاهر، فأطلقهم بعدتهم ودوابهم.

ولما وصل الملك الظاهر إلى حماة، منعه عسكرها من العبور على الجسر فعبر قهراً، ونزل عليها، وقاتلها، فهادنه الملك المنصور صاحبها، وأخرج إليه تقدمة سنية، وسير عسكره في خدمته، فأقطعه الملك الظاهر بارين وكانت في يد ابن المقدم، فخرج صاحب حماة إليها محاصراً لها.

وسير الملك الظاهر إلى الموصل رسولاً يأمر صاحبها بإنجاد ماردين، وترحيل الملك الكامل والملك العادل عنها، ووصل الملك الظاهر إلى دمشق، واجتمع بالملك الأفضل في منزلته، وخيموا بأرض داريا ثم إنهم زحفوا على المدينة، وقاتلوها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015