التتار فسير بعض أمرائه، وعسكر حلب، ليكشفوهم. فوصلوا إليهم، ونشب القتال بينهم.
ووقعت بينهم حملات، فانهزم التتار، بين أيديهم، ثم تكاثروا، وحملوا عليهم، فانكسر عسكر الروم وثبت الحلبيون، وجرى بينهم كرات، وخرج عليهم كمينان، من اليمين واليسار فأحدقوا بهم، فلم يسلم منهم إلا من حمل، وخرج من بينهم، وذلك، في يوم الخميس، الثالث عشر من المحرم، سنة إحدى وأربعين وستمائة.
وانهزم ملك الروم في الليل، ليلة الجمعة، وأجفل أهل بلاد الروم، إلى حلب وأعمالها، وعاث التركمان في أطراف الروم، ونهبوا من خرج إلى الشام.